النصر إرادة لا أرقام

إرادة غزة تنتصر.. والمقاومة تفشل رهانات الاحتلال وأعوانه

إرادة غزة تنتصر.. والمقاومة تفشل رهانات الاحتلال وأعوانه

كنعان - خاص

رغم المجازر المروعة والدمار الكبير الذي حلَّ بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة طوال خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة "الإسرائيلية"، إلا أن مشاهد الحرية للأسرى الخارجين من "قبور الأحياء" في السجون "الإسرائيلية"، مقابل الإفراج عن الأسرى "الإسرائيليين"، وعودة النازحين إلى ديارهم ومناطقهم، وصولًا إلى الانسحاب من محور "نتساريم"، الذي أبدت حكومة "نتنياهو" سابقًا تشبثها به، يتجدد الأمل من جديد بحتمية انتصار الوطن على الاحتلال.

وسط هذه المشاهد المشرّفة لصمود شعبنا الفلسطيني، الذي قدّم التضحيات العظيمة دفاعًا عن أرضه ومقاومته، وأحبط بثباته كل محاولات تصفية قضيته وتهجيره، تتعالى بعض الأصوات النشاز التي تروّج لوهم الهزيمة، وتسعى بكل الطرق لشق الصف بين المقاومة وحاضنتها الشعبية. هؤلاء، الذين يكررون مزاعم الاحتلال بأساليب خادعة، يحاولون تحقيق ما فشلت آلة الحرب في فرضه، متماهين مع الرواية "الإسرائيلية" القائمة على التضليل والتزييف، كما وصفها الإعلامي سائد الأخرس.

المقاومة أفشلت أهدافهم

وتابع الأخرس حديثه لـ"كنعان" موضحًا أن البعض يحاول اختزال النصر والهزيمة في أعداد الضحايا وحجم الدمار، متجاهلين أن معارك التحرر لا تُقاس بالخسائر، بل بقدرة الشعوب المحتلة على كسر إرادة المحتل وإجباره على التراجع. وأكد أن كل الشعوب التي انتزعت حريتها دفعت أثمانًا باهظة، مستشهدًا بالثورة الجزائرية التي قدّمت مليون شهيد لتحرير أرضها من الاستعمار الفرنسي.

وأضاف: "في الحالة الفلسطينية، لا يُختزل الانتصار في بعده العسكري، بل يتجلى في إفشال أهداف العدو، وإبقاء جذوة المقاومة مشتعلة، وترسيخ صمود شعبنا في مواجهة حرب الإبادة".

وأشار الأخرس إلى أن مروّجي خطاب الهزيمة يتجاهلون حقيقة فشل الاحتلال في فرض الاستسلام على غزة، وعجزه عن تنفيذ مخططاته لتهجير أهلها، رغم محاولاته تحويل القطاع إلى أرض غير قابلة للحياة.

واستطرد قائلًا: "لكن شعبنا الفلسطيني، الذي صنع من ركام الدمار قلاعًا للصمود، وأعاد تدوير حجارة بيته المدمّر وأخشاب زيتونه ونخيله المقتلَع لبناء خيام فوق ركام منزله، يثبت للعالم من هو المنتصر الحقيقي"، مشيرًا إلى أن الاحتلال، رغم امتلاكه أحدث الأسلحة، لم يستطع كسر إرادة الفلسطيني الذي نهض من تحت أنقاض بيته ليواصل حياته ونضاله من جديد.

من المنتصر الآن؟!

وتساءل أمام هذا المشهد المهيب، حيث يثبت الفلسطيني تمسكه بأرضه رغم الدمار الهائل، في مقابل عدوٍ "إسرائيلي" أنفق مليارات الدولارات على أسلحته الفتاكة لكسر إرادة الصمود الفلسطيني: من هو المنتصر حقًا؟!

وأكمل قائلًا: "الترويج لفكرة الهزيمة لا يُعد تحليلًا سياسيًا، بل هو انسجامٌ مع دعاية العدو، وخيانةٌ لإرادة الفلسطينيين الذين اختاروا المواجهة بدل الاستسلام". واستنكر الأصوات النشاز التي تطالب شعبًا قدّم آلاف الشهداء بقبول الهزيمة والانصياع لإملاءات الاحتلال "الإسرائيلي" والأمريكي، وكأنه مصير محتوم، وهو ما رفضه الفلسطيني عبر عقودٍ من النضال، جيلاً بعد جيل.

ونوّه إلى أن الشهداء الذين ارتقوا لم يكونوا يضعون حسابات الربح والخسارة بمنطق مادي، بل كانوا يجسدون تمسكهم بحقهم في أرضهم، أرضٍ لا مكان فيها للمتخاذلين، بل لمن يحملون الراية من بعدهم.

وأكد الإعلامي سائد الأخرس أن المطلوب اليوم من الجميع، ليس بثّ الوهن أو التشكيك في نصر المقاومة، بل الوقوف إلى جانب غزة، وتعزيز صمودها، ودعم أهلها في تثبيت انتصارهم، حتى وإن كان هذا الانتصار في بعده المعنوي، فهو خطوة أولى على طريق التحرير، وفق تعبيره.

شيطنة المقاومة لا تنطلي

أما الإعلامي خالد السوسي، فأكد أنه غير مسموحٍ لأيٍّ كان، مهما كان موقعه، أن يزايد على المقاومة التي خرجت من رحم الشعب الفلسطيني لأجل الدفاع عنه واسترداد حقوقه، دافعةً في سبيل ذلك الغالي والنفيس من قادتها ومقاتليها وكوادرها وحاضنتها.

وبيَّن السوسي أن الخطورة تكمن في الأبواق التي تتماهى مع الرواية "الإسرائيلية" بنشر روح الهزيمة بين أطياف شعبنا الفلسطيني، عبر سلسلة من الخطوات الخبيثة، أخطرها شيطنة قيادة المقاومة لعزلها عن حاضنتها الشعبية، مؤكدًا أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعًا.

وأضاف: "ما تركت أمة الجهاد إلا سلط الله عليها ذلًا في الحياة الدنيا، وفي الآخرة خزيًا، حتى يرجعون...".

وأشاد السوسي بصمود وثبات شعبنا الفلسطيني الذي أفشل مخططات وأهداف الحرب "الإسرائيلية"، مثنيًا على أداء المقاومة منذ السابع من أكتوبر حتى رحيل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن محور "نتساريم"، الذي أكَّد "نتنياهو" و"بن غفير" تشبثهما به، ورفض الخروج منه طوال 15 شهرًا من حرب الإبادة.

انتصار الحق على الباطل

أما الكاتب والإعلامي إبراهيم ملحم، فكتب يقول: "بالرغم من كل ما يجري حولنا من مشاهد مؤلمة، ومواقف متواطئة، وتصريحاتٍ جائعة لالتهام غزة، كما لو أنها لقمةٌ سائغة، ووجبة همبرغر وقع مطوِّر العقارات في حبها، حتى أدمن عليها، ضاربًا عرض الحائط بنصائح الأطباء بالتوقف عن تناولها، فإنّ مشاهد الحرية للأسرى الخارجين من خلف ستائر العتمة تُجدِّد اليقين، وتبعث الأمل بحتمية انتصار الحق على الباطل، والوطن على الاحتلال، والحرية على زرد السلاسل".

وتابع: "في شهادات الخارجين من مدافن الأحياء ما يهزّ النفس من أقطارها، ويستدعي تدخلاً عاجلًا لحماية مَن يُكابدون العذاب في أقبية التحقيق، دون أن تتوفر لهم أدنى الظروف الإنسانية".

وأضاف: "فقد بدا الأسرى وقد هزلت أجسادهم، ونقصت أوزانهم، وتكسّرت أضلاعهم، وشحُبت وجوههم، من كآبة المنظر، وسوء المنقلب، الذي وجدوا أنفسهم فيه، حيث التجويع والترويع، وانعدام العلاج، وتوحّش السجّان، بالتنكيل والتعذيب الممنهج طيلة ساعات الليل والنهار، منهم مَن قضى نحبه، ومنهم من ينتظر دوره في طابور الموت البطيء".

وختم قائلًا: "ليس لنهر الحرية أن يجف، مهما ارتفعت أعمدة الدخان، أو اشتد ظلام السجن وظلم السجّان".

إرادة غزة تنتصر.. والمقاومة تفشل رهانات الاحتلال وأعوانه

الإثنين 10 / فبراير / 2025

كنعان - خاص

رغم المجازر المروعة والدمار الكبير الذي حلَّ بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة طوال خمسة عشر شهرًا من حرب الإبادة "الإسرائيلية"، إلا أن مشاهد الحرية للأسرى الخارجين من "قبور الأحياء" في السجون "الإسرائيلية"، مقابل الإفراج عن الأسرى "الإسرائيليين"، وعودة النازحين إلى ديارهم ومناطقهم، وصولًا إلى الانسحاب من محور "نتساريم"، الذي أبدت حكومة "نتنياهو" سابقًا تشبثها به، يتجدد الأمل من جديد بحتمية انتصار الوطن على الاحتلال.

وسط هذه المشاهد المشرّفة لصمود شعبنا الفلسطيني، الذي قدّم التضحيات العظيمة دفاعًا عن أرضه ومقاومته، وأحبط بثباته كل محاولات تصفية قضيته وتهجيره، تتعالى بعض الأصوات النشاز التي تروّج لوهم الهزيمة، وتسعى بكل الطرق لشق الصف بين المقاومة وحاضنتها الشعبية. هؤلاء، الذين يكررون مزاعم الاحتلال بأساليب خادعة، يحاولون تحقيق ما فشلت آلة الحرب في فرضه، متماهين مع الرواية "الإسرائيلية" القائمة على التضليل والتزييف، كما وصفها الإعلامي سائد الأخرس.

المقاومة أفشلت أهدافهم

وتابع الأخرس حديثه لـ"كنعان" موضحًا أن البعض يحاول اختزال النصر والهزيمة في أعداد الضحايا وحجم الدمار، متجاهلين أن معارك التحرر لا تُقاس بالخسائر، بل بقدرة الشعوب المحتلة على كسر إرادة المحتل وإجباره على التراجع. وأكد أن كل الشعوب التي انتزعت حريتها دفعت أثمانًا باهظة، مستشهدًا بالثورة الجزائرية التي قدّمت مليون شهيد لتحرير أرضها من الاستعمار الفرنسي.

وأضاف: "في الحالة الفلسطينية، لا يُختزل الانتصار في بعده العسكري، بل يتجلى في إفشال أهداف العدو، وإبقاء جذوة المقاومة مشتعلة، وترسيخ صمود شعبنا في مواجهة حرب الإبادة".

وأشار الأخرس إلى أن مروّجي خطاب الهزيمة يتجاهلون حقيقة فشل الاحتلال في فرض الاستسلام على غزة، وعجزه عن تنفيذ مخططاته لتهجير أهلها، رغم محاولاته تحويل القطاع إلى أرض غير قابلة للحياة.

واستطرد قائلًا: "لكن شعبنا الفلسطيني، الذي صنع من ركام الدمار قلاعًا للصمود، وأعاد تدوير حجارة بيته المدمّر وأخشاب زيتونه ونخيله المقتلَع لبناء خيام فوق ركام منزله، يثبت للعالم من هو المنتصر الحقيقي"، مشيرًا إلى أن الاحتلال، رغم امتلاكه أحدث الأسلحة، لم يستطع كسر إرادة الفلسطيني الذي نهض من تحت أنقاض بيته ليواصل حياته ونضاله من جديد.

من المنتصر الآن؟!

وتساءل أمام هذا المشهد المهيب، حيث يثبت الفلسطيني تمسكه بأرضه رغم الدمار الهائل، في مقابل عدوٍ "إسرائيلي" أنفق مليارات الدولارات على أسلحته الفتاكة لكسر إرادة الصمود الفلسطيني: من هو المنتصر حقًا؟!

وأكمل قائلًا: "الترويج لفكرة الهزيمة لا يُعد تحليلًا سياسيًا، بل هو انسجامٌ مع دعاية العدو، وخيانةٌ لإرادة الفلسطينيين الذين اختاروا المواجهة بدل الاستسلام". واستنكر الأصوات النشاز التي تطالب شعبًا قدّم آلاف الشهداء بقبول الهزيمة والانصياع لإملاءات الاحتلال "الإسرائيلي" والأمريكي، وكأنه مصير محتوم، وهو ما رفضه الفلسطيني عبر عقودٍ من النضال، جيلاً بعد جيل.

ونوّه إلى أن الشهداء الذين ارتقوا لم يكونوا يضعون حسابات الربح والخسارة بمنطق مادي، بل كانوا يجسدون تمسكهم بحقهم في أرضهم، أرضٍ لا مكان فيها للمتخاذلين، بل لمن يحملون الراية من بعدهم.

وأكد الإعلامي سائد الأخرس أن المطلوب اليوم من الجميع، ليس بثّ الوهن أو التشكيك في نصر المقاومة، بل الوقوف إلى جانب غزة، وتعزيز صمودها، ودعم أهلها في تثبيت انتصارهم، حتى وإن كان هذا الانتصار في بعده المعنوي، فهو خطوة أولى على طريق التحرير، وفق تعبيره.

شيطنة المقاومة لا تنطلي

أما الإعلامي خالد السوسي، فأكد أنه غير مسموحٍ لأيٍّ كان، مهما كان موقعه، أن يزايد على المقاومة التي خرجت من رحم الشعب الفلسطيني لأجل الدفاع عنه واسترداد حقوقه، دافعةً في سبيل ذلك الغالي والنفيس من قادتها ومقاتليها وكوادرها وحاضنتها.

وبيَّن السوسي أن الخطورة تكمن في الأبواق التي تتماهى مع الرواية "الإسرائيلية" بنشر روح الهزيمة بين أطياف شعبنا الفلسطيني، عبر سلسلة من الخطوات الخبيثة، أخطرها شيطنة قيادة المقاومة لعزلها عن حاضنتها الشعبية، مؤكدًا أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعًا.

وأضاف: "ما تركت أمة الجهاد إلا سلط الله عليها ذلًا في الحياة الدنيا، وفي الآخرة خزيًا، حتى يرجعون...".

وأشاد السوسي بصمود وثبات شعبنا الفلسطيني الذي أفشل مخططات وأهداف الحرب "الإسرائيلية"، مثنيًا على أداء المقاومة منذ السابع من أكتوبر حتى رحيل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عن محور "نتساريم"، الذي أكَّد "نتنياهو" و"بن غفير" تشبثهما به، ورفض الخروج منه طوال 15 شهرًا من حرب الإبادة.

انتصار الحق على الباطل

أما الكاتب والإعلامي إبراهيم ملحم، فكتب يقول: "بالرغم من كل ما يجري حولنا من مشاهد مؤلمة، ومواقف متواطئة، وتصريحاتٍ جائعة لالتهام غزة، كما لو أنها لقمةٌ سائغة، ووجبة همبرغر وقع مطوِّر العقارات في حبها، حتى أدمن عليها، ضاربًا عرض الحائط بنصائح الأطباء بالتوقف عن تناولها، فإنّ مشاهد الحرية للأسرى الخارجين من خلف ستائر العتمة تُجدِّد اليقين، وتبعث الأمل بحتمية انتصار الحق على الباطل، والوطن على الاحتلال، والحرية على زرد السلاسل".

وتابع: "في شهادات الخارجين من مدافن الأحياء ما يهزّ النفس من أقطارها، ويستدعي تدخلاً عاجلًا لحماية مَن يُكابدون العذاب في أقبية التحقيق، دون أن تتوفر لهم أدنى الظروف الإنسانية".

وأضاف: "فقد بدا الأسرى وقد هزلت أجسادهم، ونقصت أوزانهم، وتكسّرت أضلاعهم، وشحُبت وجوههم، من كآبة المنظر، وسوء المنقلب، الذي وجدوا أنفسهم فيه، حيث التجويع والترويع، وانعدام العلاج، وتوحّش السجّان، بالتنكيل والتعذيب الممنهج طيلة ساعات الليل والنهار، منهم مَن قضى نحبه، ومنهم من ينتظر دوره في طابور الموت البطيء".

وختم قائلًا: "ليس لنهر الحرية أن يجف، مهما ارتفعت أعمدة الدخان، أو اشتد ظلام السجن وظلم السجّان".