شعب غزة يُسقط أوهام التهجير ويعيد الحياة إلى ركام الشمال

شعب غزة يُسقط أوهام التهجير ويعيد الحياة إلى ركام الشمال

كنعان - خاص

بصيحات التهليل والتكبير، عاد مئات الآلاف من النازحين في جنوب قطاع غزة إلى بيوتهم في شمال القطاع، صباح الاثنين، بعد خمسة عشر شهرًا من النزوح القسري. كان ذلك في مشهد مهيب يؤكد تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه ورفضه لكل مشاريع التهجير التي روّج لها الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، مما كتب نهاية حلمهم بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها.

سار النازحون مشيًا على الأقدام انطلاقًا من منطقة "تبة النويري" غرب مدينة النصيرات، مرورًا بمحور نتساريم، على مرأى ومسمع من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدا مذهولًا أمام هذا السيل الجماهيري الهادر، وفقًا لما نشرته وسائل الإعلام العبرية.

وعبّر المواطنون عن فرحتهم الغامرة بالعودة إلى ديارهم بعد رحلة نزوحٍ عسيرة استمرت أكثر من خمسة عشر شهرًا، مؤكدين تمسّكهم بأرضهم رغم الدمار الهائل الذي طالها بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية.

سنعمر أرضنا

قالت المواطنة تهاني الغول "أم خالد"، من سكان مشروع بيت حانون: "الحمدُ لله الذي أكرمني بالعودة إلى بيتي بعد رحلة نزوح قاسية".
وأضافت أنها ستبدأ فور عودتها بإعادة إعمار بيتها الذي دمّره الاحتلال، مستعينة بركامه. كما توجهت بالدعاء بالرحمة للشهداء وبالشفاء للجرحى.

من جانبه، قال المواطن زياد شتيوي (47 عامًا)، وهو يسير وسط الجموع الغفيرة: "الأرض طلبت أهلها... أخيرًا عدنا إلى غزة رغم أنف نتنياهو وحكومته وجيشه المجرم".

بكلمات مليئة بالفخر والعزيمة، حيّت المواطنة أم بهاء الدين سالم المقاومة الفلسطينية، مؤكدة أن: "الأرض والمقاومة هما رمزا الصمود والبقاء".
وأردفت قائلة: "يا نتنياهو، ويا بن غفير، ويا سموتريتش، وكل الكيان الإسرائيلي، مهما فعلتم بنا من جرائم، نحن باقون على هذه الأرض ما دام الرمل معطّرًا بدماء شهدائنا الأبرار".

عودة لا تهجير

الإعلامي خالد السوسو، من جانبه، قال: "مشاهد عودة الحشود الفلسطينية تؤكد الفشل الذريع للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة".
وأوضح أن الكيان الإسرائيلي حاول بكل الطرق دفع الفلسطينيين إلى الهجرة من خلال جرائم الإبادة، لكن السيل الجماهيري اليوم أسقط كل مخططاته الرامية إلى تهجير شعبنا.

وأضاف السوسو: "المقاومة الفلسطينية نجحت في ممارسة الخداع الاستراتيجي على الاحتلال وأجبرته على الخنوع لشروطها، رغم تعنته وإجرامه".
وختم بقوله: "اليوم، قال الشعب الفلسطيني كلمته: لا هجرة بعد اليوم، وما هو قادم سيكون عودة إلى أرضنا من رأس الناقورة شمالًا إلى أم الرشاش جنوبًا".

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن مشهد عودة النازحين إلى شمال القطاع، الذي حوّله الإجرام الصهيوني إلى ركام، يعكس أسطورية الصمود الفلسطيني.

وأوضحت الحركة في بيانها أن هذه العودة تمثل ردًا على كل الحالمين بتهجير شعبنا، بعد أن فشلت محاولات افتعال أزمات مثل قضية الأسيرة أربيل يهود، التي سعت إلى قتل فرحة شعبنا.

وختمت الحركة بيانها بالقول: "صمود شعبنا سيقضي على أي أحلام صهيونية لسرقة الفرح من قلوبنا، وسيكسر قيد السجان والاحتلال".

بدوره، صرح الناطق باسم حركة حماس، د. عبد اللطيف القانوع، بأن مشاهد عودة النازحين تمثل فشلًا جديدًا للاحتلال في تحقيق أهدافه من حرب الإبادة، ورسالة تحدٍ لأي محاولات مستقبلية لتهجير شعبنا.

وأشار القانوع إلى أن هذا المشهد يؤكد ثبات شعبنا ورفضه لكل مخططات التهجير، مشددًا على أن الملحمة التاريخية التي سطرتها غزة، بتضحياتها العظيمة، تستدعي إنصاف العالم لشعبنا وإنهاء الاحتلال الجاثم على أرضنا.

يُشار إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة أجبرت أكثر من مليوني فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة على النزوح في ظروف مأساوية، وسط نقص حاد ومتعمّد في الغذاء والماء والدواء.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، منتصف الليلة الماضية، السماح للنازحين في مناطق جنوب القطاع ووسطه بالعودة إلى ديارهم شمالًا، بدءًا من الساعة السابعة صباحًا للمشاة عبر شارع الرشيد غربًا، ومن الساعة التاسعة صباحًا للمركبات عبر شارع صلاح الدين.

وعلى مدار خمسة عشر شهرًا، عاش أهالي غزة أهوال حرب شاملة من فقدٍ وتشريد وتجويع، حتى جاءت لحظة فارقة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الحالي، لتفتح نافذة أمل في وجه المعاناة المستمرة.

شعب غزة يُسقط أوهام التهجير ويعيد الحياة إلى ركام الشمال

الثلاثاء 28 / يناير / 2025

كنعان - خاص

بصيحات التهليل والتكبير، عاد مئات الآلاف من النازحين في جنوب قطاع غزة إلى بيوتهم في شمال القطاع، صباح الاثنين، بعد خمسة عشر شهرًا من النزوح القسري. كان ذلك في مشهد مهيب يؤكد تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه ورفضه لكل مشاريع التهجير التي روّج لها الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، مما كتب نهاية حلمهم بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها.

سار النازحون مشيًا على الأقدام انطلاقًا من منطقة "تبة النويري" غرب مدينة النصيرات، مرورًا بمحور نتساريم، على مرأى ومسمع من جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدا مذهولًا أمام هذا السيل الجماهيري الهادر، وفقًا لما نشرته وسائل الإعلام العبرية.

وعبّر المواطنون عن فرحتهم الغامرة بالعودة إلى ديارهم بعد رحلة نزوحٍ عسيرة استمرت أكثر من خمسة عشر شهرًا، مؤكدين تمسّكهم بأرضهم رغم الدمار الهائل الذي طالها بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية.

سنعمر أرضنا

قالت المواطنة تهاني الغول "أم خالد"، من سكان مشروع بيت حانون: "الحمدُ لله الذي أكرمني بالعودة إلى بيتي بعد رحلة نزوح قاسية".
وأضافت أنها ستبدأ فور عودتها بإعادة إعمار بيتها الذي دمّره الاحتلال، مستعينة بركامه. كما توجهت بالدعاء بالرحمة للشهداء وبالشفاء للجرحى.

من جانبه، قال المواطن زياد شتيوي (47 عامًا)، وهو يسير وسط الجموع الغفيرة: "الأرض طلبت أهلها... أخيرًا عدنا إلى غزة رغم أنف نتنياهو وحكومته وجيشه المجرم".

بكلمات مليئة بالفخر والعزيمة، حيّت المواطنة أم بهاء الدين سالم المقاومة الفلسطينية، مؤكدة أن: "الأرض والمقاومة هما رمزا الصمود والبقاء".
وأردفت قائلة: "يا نتنياهو، ويا بن غفير، ويا سموتريتش، وكل الكيان الإسرائيلي، مهما فعلتم بنا من جرائم، نحن باقون على هذه الأرض ما دام الرمل معطّرًا بدماء شهدائنا الأبرار".

عودة لا تهجير

الإعلامي خالد السوسو، من جانبه، قال: "مشاهد عودة الحشود الفلسطينية تؤكد الفشل الذريع للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة".
وأوضح أن الكيان الإسرائيلي حاول بكل الطرق دفع الفلسطينيين إلى الهجرة من خلال جرائم الإبادة، لكن السيل الجماهيري اليوم أسقط كل مخططاته الرامية إلى تهجير شعبنا.

وأضاف السوسو: "المقاومة الفلسطينية نجحت في ممارسة الخداع الاستراتيجي على الاحتلال وأجبرته على الخنوع لشروطها، رغم تعنته وإجرامه".
وختم بقوله: "اليوم، قال الشعب الفلسطيني كلمته: لا هجرة بعد اليوم، وما هو قادم سيكون عودة إلى أرضنا من رأس الناقورة شمالًا إلى أم الرشاش جنوبًا".

من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن مشهد عودة النازحين إلى شمال القطاع، الذي حوّله الإجرام الصهيوني إلى ركام، يعكس أسطورية الصمود الفلسطيني.

وأوضحت الحركة في بيانها أن هذه العودة تمثل ردًا على كل الحالمين بتهجير شعبنا، بعد أن فشلت محاولات افتعال أزمات مثل قضية الأسيرة أربيل يهود، التي سعت إلى قتل فرحة شعبنا.

وختمت الحركة بيانها بالقول: "صمود شعبنا سيقضي على أي أحلام صهيونية لسرقة الفرح من قلوبنا، وسيكسر قيد السجان والاحتلال".

بدوره، صرح الناطق باسم حركة حماس، د. عبد اللطيف القانوع، بأن مشاهد عودة النازحين تمثل فشلًا جديدًا للاحتلال في تحقيق أهدافه من حرب الإبادة، ورسالة تحدٍ لأي محاولات مستقبلية لتهجير شعبنا.

وأشار القانوع إلى أن هذا المشهد يؤكد ثبات شعبنا ورفضه لكل مخططات التهجير، مشددًا على أن الملحمة التاريخية التي سطرتها غزة، بتضحياتها العظيمة، تستدعي إنصاف العالم لشعبنا وإنهاء الاحتلال الجاثم على أرضنا.

يُشار إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة أجبرت أكثر من مليوني فلسطيني من أصل 2.3 مليون نسمة على النزوح في ظروف مأساوية، وسط نقص حاد ومتعمّد في الغذاء والماء والدواء.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، منتصف الليلة الماضية، السماح للنازحين في مناطق جنوب القطاع ووسطه بالعودة إلى ديارهم شمالًا، بدءًا من الساعة السابعة صباحًا للمشاة عبر شارع الرشيد غربًا، ومن الساعة التاسعة صباحًا للمركبات عبر شارع صلاح الدين.

وعلى مدار خمسة عشر شهرًا، عاش أهالي غزة أهوال حرب شاملة من فقدٍ وتشريد وتجويع، حتى جاءت لحظة فارقة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الحالي، لتفتح نافذة أمل في وجه المعاناة المستمرة.