منحنى الاحتلال في هبوط سريع

منحنى الاحتلال في هبوط سريع

بقلم: د. محمد مشتهى

 بقلم/ محمد الفارس

الدول ليس مطلوباً منها أن تفكر بعقلية التنظيمات، والتنظيمات كذلك ليس مطلوباً منها أن تفكر بعقلية الأفراد، والصراع حلقاته معقدة فلا يمكن حسمه بالضربة القاضية، وهو صراع ممتد وتناحري وهو بحاجة إلى صبر إستراتيجي، فما يكسبه العدو نخسره وما يخسره العدو نكسبه، وإن استشهاد القادة والجند في تلك المسيرة الطويلة هو أمر وارد، فالقادة يتعرضون لمحاولات تصفية ينجح العدو في بعضها ويفشل في أخرى، والعمل الفلسطيني المقاوم له خصوصية استثنائية، حيث تغطية العدو للمجال الجوي والبحري وحصاره للحدود البرية ناهيك عن تفوقه التكنولوجي، ورغم ذلك لايزال المقاوم الفلسطيني يقف بكل صلابة وشجاعة وتحدي ويرفع راية الحق أمام كل هذا الجبروت ويتمسك بالمقاومة كمشروع عقائدي وإنساني وأخلاقي ووطني ويحقق الانجازات في الصمود وإشغال العدو وعدم استقرار مشاريعه الاستعمارية، فمن غزة إلى تثوير الضفة إلى وحدة الساحات إلى ترابط الجبهات، وفي النهاية رغم ما يعانيه الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والفكرة من ألم، إلاّ أن العدو في المقابل تزداد كل يوم فجوة الثقة لديه بجدوى وجوده على أرض فلسطين، وتتقلص طموحاته التوسعية التي كان يتشدق برفعها "من النيل إلى الفرات" ليصل به الحال للسعي جاهدا من أجل الحفاظ على ما تقع عليه قدماه، حتى تلك القدمين تارة يهرب بمستوطنيه من حدود غزة خوفاً من رد المقاومة، وتارة يتخبط بتصريحات وشعارات فارغة المضمون هو يدرك أن نهايته تكمن في تطبيقها مثل مواجهته لعدة جبهات، إن الحالة النفسية لهذا الكيان وتحديدا في هذا الزمان لم تمر عليه منذ تأسيسه، فهذا الكيان الذي كان ينتصر في ستة أيام على خمسة دول، وكان يرتكب المجازر تلو المجازر دون رد، اليوم يقف يترقب رد المقاومة ورد سرايا القدس على اغتيال القادة الشهداء والنساء والأطفال من أبناء شعبنا الفلسطيني، إن منحنى هذا الكيان إنتهى من صعوده وهو الآن في مرحلة الهبوط السريع، وهو لا يستطيع تحمل أي حرب حقيقية من عدة جبهات، لذلك إن بركة دماء الشهداء هي التي ستصل بهذا المنحنى إلى نهايته، وإن تضحيات المجاهدين المخلصين القابضين على جمرتي الدين والوطن هي التي ستفكك هذا الكيان ليذهب بعيدا عن أرض الإسراء والمعراج التي دنسها بأقدامه وبأخلاقه وبإجرامه وبوحشيته.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة كنعان الإخبارية.

منحنى الاحتلال في هبوط سريع

الثلاثاء 09 / مايو / 2023

 بقلم/ محمد الفارس

الدول ليس مطلوباً منها أن تفكر بعقلية التنظيمات، والتنظيمات كذلك ليس مطلوباً منها أن تفكر بعقلية الأفراد، والصراع حلقاته معقدة فلا يمكن حسمه بالضربة القاضية، وهو صراع ممتد وتناحري وهو بحاجة إلى صبر إستراتيجي، فما يكسبه العدو نخسره وما يخسره العدو نكسبه، وإن استشهاد القادة والجند في تلك المسيرة الطويلة هو أمر وارد، فالقادة يتعرضون لمحاولات تصفية ينجح العدو في بعضها ويفشل في أخرى، والعمل الفلسطيني المقاوم له خصوصية استثنائية، حيث تغطية العدو للمجال الجوي والبحري وحصاره للحدود البرية ناهيك عن تفوقه التكنولوجي، ورغم ذلك لايزال المقاوم الفلسطيني يقف بكل صلابة وشجاعة وتحدي ويرفع راية الحق أمام كل هذا الجبروت ويتمسك بالمقاومة كمشروع عقائدي وإنساني وأخلاقي ووطني ويحقق الانجازات في الصمود وإشغال العدو وعدم استقرار مشاريعه الاستعمارية، فمن غزة إلى تثوير الضفة إلى وحدة الساحات إلى ترابط الجبهات، وفي النهاية رغم ما يعانيه الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والفكرة من ألم، إلاّ أن العدو في المقابل تزداد كل يوم فجوة الثقة لديه بجدوى وجوده على أرض فلسطين، وتتقلص طموحاته التوسعية التي كان يتشدق برفعها "من النيل إلى الفرات" ليصل به الحال للسعي جاهدا من أجل الحفاظ على ما تقع عليه قدماه، حتى تلك القدمين تارة يهرب بمستوطنيه من حدود غزة خوفاً من رد المقاومة، وتارة يتخبط بتصريحات وشعارات فارغة المضمون هو يدرك أن نهايته تكمن في تطبيقها مثل مواجهته لعدة جبهات، إن الحالة النفسية لهذا الكيان وتحديدا في هذا الزمان لم تمر عليه منذ تأسيسه، فهذا الكيان الذي كان ينتصر في ستة أيام على خمسة دول، وكان يرتكب المجازر تلو المجازر دون رد، اليوم يقف يترقب رد المقاومة ورد سرايا القدس على اغتيال القادة الشهداء والنساء والأطفال من أبناء شعبنا الفلسطيني، إن منحنى هذا الكيان إنتهى من صعوده وهو الآن في مرحلة الهبوط السريع، وهو لا يستطيع تحمل أي حرب حقيقية من عدة جبهات، لذلك إن بركة دماء الشهداء هي التي ستصل بهذا المنحنى إلى نهايته، وإن تضحيات المجاهدين المخلصين القابضين على جمرتي الدين والوطن هي التي ستفكك هذا الكيان ليذهب بعيدا عن أرض الإسراء والمعراج التي دنسها بأقدامه وبأخلاقه وبإجرامه وبوحشيته.