كنعان _ محمد الجبور
قال الكاتب والمستشار القانوني الكويتي، د. عبدالعزيز بدر القطان: "أنَّ ما يجري في المنطقة من لقاءات أمنية في العقبة وشرم الشيخ برعاية أمريكية وحضور مصري أردني بمشاركة السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني معاً على طاولة واحدة، هدفه إنهاء المقاومة التي باتت تتسع رقعتها لتصبح حالة فلسطينية عامة تهدد وجود هذا الكيان الذي يعيش أزمة وجودية حقيقية تنخر بجسده الهش من الداخل والخارج"، متسائلاً ما الذي تطمح للوصول إلية السلطة الفلسطينية من وراء تلك القمم، والعدو "الإسرائيلي" معروفٍ بغدره وعدم التزامه بتطبيق القرارات.
قمم مرفوضة .. هدفها إنقاذ "إسرائيل"
واعتبر الكاتب والمستشار القانوني الكويتي في حوار خاص لـ "كنعان الإخبارية"، اللقاءات التي تشارك فيها السلطة بحضور عربي، بمثابة ضوء أخضر جديد لشرعنة جرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني بمقدساته وأسراه وسوريا ولبنان وغيرهم دون حسيب ورقيب، مؤكداً أن هذه اللقاءات ما كانت لتكون بدعمٍ أمريكي إلا بعدما شعر الغرب الداعم لـ"إسرائيل" بخطر حقيقي سينهي وجود هذا الاحتلال عن هذه الأرض الفلسطينية العربية الإسلامية المباركة.
وبيّن أن العمليات البطولية الأخيرة أفقدت الاحتلال توازنه وفضحت منظومته الأمنية المنهارة التي كان يسوق أدواتها أمام الدول المطبعة والعالم.
وتابع قوله:" هذه اللقاءات التي تأتي وسط حالة رفض فلسطيني وعربي وإسلامي ومن أحرار العالم الداعمين لحق شعبنا الفلسطيني المشروع في مواجهة الاحتلال، بمثابة تحالف الشياطين ضد القضية الفلسطينية وضد الأمة العربية والإسلامية".
ودعا الكل العربي والإسلامي إلى الوقوف بكل قوة وشجاعة لنصر الشعب الفلسطيني الذي تتعرض مقاومته للإبادة الحقيقية،- ليس بعيداً ما تتعرض له أسرة المجاهد فتحي خازم "ابو رعد" وغيره الكثير من العائلات الفلسطينية التي تتعرض للإبادة المتعمدة من الاحتلال "الإسرائيلي"-.
ويرى القطان أن ما يحدث في فلسطين والقدس من انتهاكات لحرمة المسجد الأقصى المبارك يعود لدعم بعض الدول العربية "المتخاذلة" حول القضية الفلسطينية.
التخاذل العربي سبب رئيس
وأضاف: "التخاذل العربي هو سبب ما يحدث في فلسطين وخاصة المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى، فمحاولاتهم تلك هي إذلال لكل المسلمين"، موضحاً أن الأنظمة التي تحالفت مع العدو "الإسرائيلي" جاء تحالفها لأجل مصالحها الاقتصادية الخاصة.
حياتنا كلها للقدس
وعن مدينة القدس التي تتعرض والمسجد الأقصى اليوم لأبشع صور العنصرية، حيث يتعرض سكانها للقتل والاعتقال والتهجير والحرمان من اقامة الطقوس الدينية، ولاسيما في شهر رمضان الفضيل الذي يطل علينا قريباً، قال الطقان:" لا يخلو يوماً إلا ويذكرنا الكيان الصهيوني بجرائمه المعيبة بحق أهلنا في فلسطين المحتلة، وسط صمت مخزي مع الأسف، من أنظمة تدّعي أنها عربية وعروبية، مسلمة لكن بالاسم فقط"، مؤكداً أنه يجب أن القدس حاضرة في وجدان كل مسلم عربي مؤمن بالله واليوم الاخر، في كل مناسبة، سياسية ودينية وإنسانية، وليس يوما أو شهراً وحداً في السنة بل الحياة كلها القدس وفلسطين حاضرة وستظل حاضرة..
يستطيعون انهاء الكيان
وعن امكانية تغيير الواقع المرير الذي يعيشه أهل فلسطين وخاصة القدس، أجاب بالقول إن :" أرادوا يستطيعون تغيير كل هذا الواقع بما يملكون من موارد تفوق هذا الغرب المتبجح الذي فرط في عام واحد فقط من فيروس ألحق دماراً هائلاً باقتصاده، فكيف وإن اتحد الوطن العربي ودول الشرق في الوقوف في وجه الغرب الداعم لوجود الاحتلال، لن يكون هناك ما اسمه الكيان الصهيوني".
وأضاف إن "لم تسكن قضية فلسطين، ضمائر حكّامنا العرب، لن نجد أي حلول لا على المدى القريب ولا البعيد، بالتالي، أياً كانت الرسالة فهي لن تُنفذ وهذا قمة الألم، لكن إن كان ولابد، أقول لهم، عليكم إنصاف فلسطين فهي تستحق منا كل اهتمام وكل رعاية، وإيصال الصوت إلى كل المنابر العالمية عسى ولعل أن تصحى الضمائر النائمة ولو قليلاً".
حل القضية بوحدة الصف
وجدد الكاتب الكويتي تأكيده على أن حل القضية الفلسطينية سيخرج من أهلها من خلال وحدة الصف الفلسطيني، دون التعويل إلى فريق التنازل الذي بات معروفاً لمن يعملون ضمن صفوفه، فما نراه مؤخراً من عمليات ضد الكيان الصهيوني يؤكد هذا الأمر.
وتابع "أكرر عندما تتوفر الإرادة كل قواعد الاشتباك ستتغير، لصالح فلسطين ولصالح سوريا ولصالح لبنان والعراق، وسيقطع الطريق على كل المارقين من تنفيذ مآربهم، لكن هيهات".
العلاقات السعودية الايرانية شكلت ضربة للكيان
بالحديث عن عودة العلاقات السعودية الإيرانية؟، من وجهة نظر الكاتب والمستشار القانوني الكويتي عبد العزيز القطان أن "هذا ملف مستقل، ويحتاج كامل الحق في سرد تفاصيله، لأنه مرتبط بالكثير من الملفات في المنطقة بالاشتراك مع قوى كبرى مثل روسيا وتركيا والصين وما إلى ذلك، وكذلك يتعلق بملفي الأزمة السورية واليمنية، فالسياسة هي فن المتبدل والمتغير، ولا عداء دائم".
واستطرد قائلاً :" المنطقة بكل صدق تحتاج إلى هدنة من نوعٍ ما، خاصة مع الحديث عن أن الكيان الصهيوني يعد العدة لعملية عسكرية كبيرة غير معروفة الزمان والمكان، لكن ليس صعباً التوقع أين وعلى مَن، لكن بهذا الوضع أعلنت المملكة العربية السعودية موقفها من خلال رفض استخدام مجالها الجوي لأي حرب مع دول الجوار بما في ذلك إيران".
ويرى القطان أن وجود التطبيع مع الكيان "الإسرائيلي"، ينفي أي احتمالية للتوحد في وجهه ، لكنه يجزم أن اختيار المملكة العربية السعودية باعتبارها قلب العالم الإسلامي، للوقوف إلى جانب العرب وعودة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، والتخفيف من العلاقات مع الولايات المتحدة، يشكل ضربة قوية ضد الكيان الصهيوني الذي لطالما لمّح بأن المملكة ستطبع معه، مؤكداً أن فلسطين حاضرة في أروقتها السياسية من خلال السياسة المتبعة في الوقت الحالي، والتي تصب لصالح الشعب الفلسطيني.
الضغط الشعبي مطلوب لدعم الأسرى
وتطرق الكاتب والمستشار القانوني الكويتي عبد العزيز القطان، إلى قضية الأسرى الذي يتعرضون لأبشع صور الاجرام "الإسرائيلي"، وأوضح أن المجتمع الدولي كثيراً ما أدان "إسرائيل" وموقفها من عدم تطبيق القانون الدولي، ولا سيما اتفاقيات جنيف الأربع والقانون الدولي لحقوق الإنسان على الأرض الفلسطينية المحتلة، مبيناً أن "إسرائيل" المدعومة غربياً كانت دائماً تتصرف كما ان القانون الدولي فوق كل تلك القوانين، فأخفقت المنظمات الدولية بأعلى منظماتها إلى أصغرها، في فرض احترام القانون الدولي على الكيان المحتل، ولم تستطع توفير الحماية الفاعلة للسكان الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال على مدار أكثر 8عقود، هو الذي سمح للكيان الغاصب بإحكام سيطرته على الأرض المحتلة بحجة أن تلك الأرض تقع تحت سيادته، وأنه لا ينوي التنازل والعمل على تصويب الوضع وإعادته إلى سابق عهده قبل الاحتلال، كما تشترط قواعد وقوانين الحرب.
ويجزم القطان أن الضغط الشعبي العربي الواسع على حكوماتهم للمساعدة في حل هذا الملف، هو الإجراء الذي يمكن أن نتلمس منه نتائج مثمرة بحق أسرانا في المعتقلات الصهيونية، ولا أرى أية حلول إلا من هذا الطريق لأن الحكومات في سبات ومتى تستيقظ هذا بعلم الغيب مع الأسف!!.وفق تعبيره
-أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة المُقرِّران الخاصان لحقوق الإنسان، (لجنة حقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان) ، عشرات القرارات التي عادت وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإطار القانوني الناظم لمسؤولية الاحتلال الصهيوني عن الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة هو القانون الدولي الإنساني بما فيه اتفاقيات جنيف الأربع والقانون الدولي لحقوق الإنسان والاتفاقات والعهود ذات الشأن-.
الكيان استفاد من التطبيع
وأشار القطان إلى أن الكيان استفاد من الدول المطبعة، فيما هي لم تنل منه إلا الخزي أمام شعوبها قبل الشعب الفلسطيني من خلال انتهاكه لكل المعايير الإنسانية والدولية بما في ذلك القانون الدولي، فموضوع الأسرى جعلوا منه ملفاً بارداً متعلق بالأمم المتحدة، التي لم تخجل في كثير من الملفات بأن لا حول لها ولا قوة، حتى وإن أدانت الجانب الصهيوني.
فلسطين تحتاج البذل الكثير
وعن رسالته للأمتين العربية والإسلامية التي ستستقبل شهر رمضان الأيام القادمة، قال الكاتب الكويتي عبد العزيز القطان:" نحن مقبلون على شهر الرحمة، شهر رمضان المبارك، إن الخير يكمن ليس في إطلاق العنان للموائد الرمضانية بقدر ما هو مساعدة المحتاجين على امتداد عالمنا العربي، وبالأخص فلسطين الحبيبة".
"وختم حديثه بالقول :"والأمل يبقى بسواعد الفلسطينيين وزنودهم السمر والمقاومة الحقة، فالأمل معقود بهم ولهم والإيمان بعد الله تبارك وتعالى بهم وحدهم دون غيرهم، وحتماً سنصلي في المسجد الأقصى في القدس ولو بعد حين".
وعبّر القطان عن فخره واعتزازه بالمقاومة الفلسطينية بقوله: "الشعب الخليجي يرفض التطبيع وهذا التحالف لن يؤثر على القضية الفلسطينية وجميعنا شاهد كيف تطور المقاومة الفلسطينية ذاتها وإمكانياتها العسكرية رغم الحصار الخانق على أهلنا في غزة والتضييق والملاحقة لشباب الضفة الثائر، وأكرر قناعتي في كل المحافل بأنّ المقاومة ثقافة عابرة للأجيال ونحتاج اليوم المقاومة الاقتصادية والمقاومة التربوية والعلم والمعرفة فكل هذه أسلحة نبني بها الأجيال ضد العدو الصهيوني ونحتاج للمقاومة الإعلامية التي تكشف كذب وزيف الذين يحاولون تمييع القضية الفلسطينية".
وعرّج القطان: "لا شك بأن ضياع فلسطين هو ضياع للأمة العربية والإسلامية وضياع للثوابت والقيم لأنها قضية إسلامية في الصميم".
ووجه الكاتب والمستشار القانوني الكويتي عبد العزيز القطان عبر وكالة كنعان الإخبارية" تهنئته للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، وكل عام والجميع بألف خير.