النازحون يعودون إلى ديارهم المدمرة: مشاهد صمود في مواجهة التحديات

النازحون يعودون إلى ديارهم المدمرة: مشاهد صمود في مواجهة التحديات

كنعان - خاص

لم ينتظر أهالي قطاع غزة طويلاً للعودة إلى منازلهم التي حولها الاحتلال إلى ركام. مع ساعات الفجر الأولى، بدأ آلاف النازحين في تجهيز متاعهم استعداداً للعودة إلى مناطقهم لتفقدها بعد عام وثلاثة أشهر من النزوح القسري بسبب القصف العنيف الذي تعرضوا له.

وظهر المواطن مجدي فوجو (55 عامًا)، الذي نزح من مدينة رفح إلى مدينة خان يونس، في حالة من التوتر الشديد، قائلاً: "رغم سعادتي بوقف إطلاق النار، إلا أنه يراودني شعور بالخوف الشديد من الوصول إلى بيتي ورؤيته ركامًا". وأضاف أنه لم يكن قد تنفس الصعداء من تجديد منزله الذي كلفه كل ما يملك، حتى جاءت الحرب لتحيله إلى أثر بعد عين.

وحمد فوجو الله على انتهاء الحرب ونجاة أسرته المكونة من خمسة عشر فردًا من الموت الذي طال آلاف الأسر الفلسطينية.

على طريق العودة، ومن وسط الركام، وثّق الغزّيون مشاهد الآليات العسكرية التي حولها المقاومون الفلسطينيون إلى أثر بعد عين، مكبدين العدو خسائر فادحة. حيث يتكتم الاحتلال "الإسرائيلي" عن الكشف عن تلك الخسائر خوفًا من رد فعل الشارع الصهيوني، الذي لم يعتد على سقوط مئات القتلى من جنوده وآلاف الجرحى، عدا عن الدمار الهائل الذي تعرضت له آلياته المدرعة الأكثر تحصينًا، لتصبح مجرد خردة. وقد تحول الأطفال فوق أنقاض تلك الآليات إلى لاعبين يتقمصون دور المقاوم الذي يفتك بجنود النخبة "الإسرائيلية".

وفي مشهد آخر يُظهر صمود الشعب الفلسطيني، بدا المواطن محمد الشيخ عيد (45 عامًا) وأطفاله وهم يجمعون الخشب والزنك المتطاير لبناء معرش فوق بيتهم المدمر، قائلاً: "ليس هناك مكان أفضل من بيتي حتى لو كان ركامًا". وأضاف: "مهما دمر العدو الإسرائيلي لن نرحل، وها نحن نعود لنعمر ما دمره لنستكمل حياتنا".

وافقه الرأي المواطن زياد أبو ضهير (35 عامًا)، الذي بدا منهمكًا في إنقاذ شجرة زيتون دمرتها آليات الاحتلال "الإسرائيلي"، قائلاً: "مهما دمروا، لن يقتلعونا من أرضنا، التي سنعيد زراعتها من جديد لتصبح أجمل مما كانت عليه".

وأكد أبو ضهير أن الأرض بالنسبة له ولكل فلسطيني تعني الحياة، وأنه وإخوانه قرروا إعادة زراعتها مهما كلفهم ذلك من ثمن.

وفي مشهد من العز والفخار، خرج عشرات المسلحين المنتمين لفصائل المقاومة الفلسطينية في عرض عسكري بكافة عتادهم العسكري، موجهاً أحدهم رسالة للعدو "الإسرائيلي"، قال فيها: "ها هي المقاومة التي أردتم أن تظهر ضعيفة، قوية وموحدة بكافة رجالها وعتادها". وأضاف أن جيش الاحتلال تعمد استهداف المدنيين الآمنين في بيوتهم ليبعث رسائل نصر وهمية لمستوطنين، بينما الحقيقة أن جنودهم كانوا عاجزين عن مواجهة بضعة مقاومين الذين جعلوهم يتجرعون الموت في كل محاور القتال.

لكن فرحة الشارع الفلسطيني لم تدم طويلاً، حيث اخترق الاحتلال "الإسرائيلي" اتفاق وقف إطلاق النار، وقصف العديد من المدنيين الذين عادوا إلى أماكن سكناهم في شرق وشمال وجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء ووقوع جرحى. كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال عدم التزامهم بالاتفاق.

النازحون يعودون إلى ديارهم المدمرة: مشاهد صمود في مواجهة التحديات

الأحد 19 / يناير / 2025

كنعان - خاص

لم ينتظر أهالي قطاع غزة طويلاً للعودة إلى منازلهم التي حولها الاحتلال إلى ركام. مع ساعات الفجر الأولى، بدأ آلاف النازحين في تجهيز متاعهم استعداداً للعودة إلى مناطقهم لتفقدها بعد عام وثلاثة أشهر من النزوح القسري بسبب القصف العنيف الذي تعرضوا له.

وظهر المواطن مجدي فوجو (55 عامًا)، الذي نزح من مدينة رفح إلى مدينة خان يونس، في حالة من التوتر الشديد، قائلاً: "رغم سعادتي بوقف إطلاق النار، إلا أنه يراودني شعور بالخوف الشديد من الوصول إلى بيتي ورؤيته ركامًا". وأضاف أنه لم يكن قد تنفس الصعداء من تجديد منزله الذي كلفه كل ما يملك، حتى جاءت الحرب لتحيله إلى أثر بعد عين.

وحمد فوجو الله على انتهاء الحرب ونجاة أسرته المكونة من خمسة عشر فردًا من الموت الذي طال آلاف الأسر الفلسطينية.

على طريق العودة، ومن وسط الركام، وثّق الغزّيون مشاهد الآليات العسكرية التي حولها المقاومون الفلسطينيون إلى أثر بعد عين، مكبدين العدو خسائر فادحة. حيث يتكتم الاحتلال "الإسرائيلي" عن الكشف عن تلك الخسائر خوفًا من رد فعل الشارع الصهيوني، الذي لم يعتد على سقوط مئات القتلى من جنوده وآلاف الجرحى، عدا عن الدمار الهائل الذي تعرضت له آلياته المدرعة الأكثر تحصينًا، لتصبح مجرد خردة. وقد تحول الأطفال فوق أنقاض تلك الآليات إلى لاعبين يتقمصون دور المقاوم الذي يفتك بجنود النخبة "الإسرائيلية".

وفي مشهد آخر يُظهر صمود الشعب الفلسطيني، بدا المواطن محمد الشيخ عيد (45 عامًا) وأطفاله وهم يجمعون الخشب والزنك المتطاير لبناء معرش فوق بيتهم المدمر، قائلاً: "ليس هناك مكان أفضل من بيتي حتى لو كان ركامًا". وأضاف: "مهما دمر العدو الإسرائيلي لن نرحل، وها نحن نعود لنعمر ما دمره لنستكمل حياتنا".

وافقه الرأي المواطن زياد أبو ضهير (35 عامًا)، الذي بدا منهمكًا في إنقاذ شجرة زيتون دمرتها آليات الاحتلال "الإسرائيلي"، قائلاً: "مهما دمروا، لن يقتلعونا من أرضنا، التي سنعيد زراعتها من جديد لتصبح أجمل مما كانت عليه".

وأكد أبو ضهير أن الأرض بالنسبة له ولكل فلسطيني تعني الحياة، وأنه وإخوانه قرروا إعادة زراعتها مهما كلفهم ذلك من ثمن.

وفي مشهد من العز والفخار، خرج عشرات المسلحين المنتمين لفصائل المقاومة الفلسطينية في عرض عسكري بكافة عتادهم العسكري، موجهاً أحدهم رسالة للعدو "الإسرائيلي"، قال فيها: "ها هي المقاومة التي أردتم أن تظهر ضعيفة، قوية وموحدة بكافة رجالها وعتادها". وأضاف أن جيش الاحتلال تعمد استهداف المدنيين الآمنين في بيوتهم ليبعث رسائل نصر وهمية لمستوطنين، بينما الحقيقة أن جنودهم كانوا عاجزين عن مواجهة بضعة مقاومين الذين جعلوهم يتجرعون الموت في كل محاور القتال.

لكن فرحة الشارع الفلسطيني لم تدم طويلاً، حيث اخترق الاحتلال "الإسرائيلي" اتفاق وقف إطلاق النار، وقصف العديد من المدنيين الذين عادوا إلى أماكن سكناهم في شرق وشمال وجنوب قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء شهداء ووقوع جرحى. كما أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال عدم التزامهم بالاتفاق.