أبو ستة لـ "كنعان": النقب البركان الذي يخشى قادة الاحتلال ثورانه

أبو ستة لـ "كنعان": النقب البركان الذي يخشى قادة الاحتلال ثورانه

كنعان _ خاص

تكمن أهمية "هبّة النقب" في موقعها الجغرافي الذي يمثل مساحة واسعة من فلسطين المحتلة، ويسيطر على أهم الطرق الواصلة بين شمال فلسطين ووسطها، حيث التجمع الاستيطاني الأكبر، وفي جنوبها تنتشر فيه القواعد العسكرية والبرية والجوية.

الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني، أ. سليمان أبو ستة، قال لـ " كنعان الإخبارية": إن الاحتلال "الإسرائيلي" يدرك خطورة أن يواجه سكان النقب الذين يدركون دروب صحراء جيداً ويستطيعون قطع الطرق ومهاجمة القواعد العسكرية المنتشرة في صحراء النقب، ويقلبون حياة الكيان رأساً على عقب، وهو الأمر الذي تخشى حدوثه حكومة الكيان، مؤكداً على أن النقب يشكل بركاناً خامداً يخشى قادة الاحتلال ثورانه.

للحركة الإسلامية دور عظيم

وعن أسباب انتفاض البدو خاصةً، وفلسطيني الداخل المحتل عام 1948، برمتهم لمواجهة المخطط "الإسرائيلي"، أجاب أبو ستة: "إن الشعارات "الإسرائيلية" البراقة لم تعد تنطلي على سكان النقب، الذين خرجوا من عباءة التغييب والجهل، للمعرفة والوعي والعلم الذي أنتج جيلاً مختلفاً تماماً عن جيل النكبة، الذي كان متأثراً بالدعاية "الإسرائيلية"، والخرافات عن الجيش الذي لا يُهزم، إضافةً إلى العنصرية التي مورست بحقهم جميعاً دون استثناء، وحتى من خدم منهم في جيش الاحتلال؛ ظناً منه أن سيحظى بحياة رفاهية أسوة بالجنود اليهود، لكنه في نهاية المطاف ناله نصيب ما وقع على إخوانه من أهل النقب الذين ظلوا متمسكين بأرضهم ووطنهم فلسطين".


وتابع حديثه قائلاً: "حالة الوعي لم تحدث من فراغ، بل كانت نتاج جُهدٍ عظيم يحسب للحركة الإسلامية، التي أدت دوراً كبيراً في نشر الثقافة الدينية التي تحث بطبعها على المقاومة ورفض الاحتلال، وعدم الاندماج معه، والقناعة المطلقة بحتمية زواله، كما كان للمقاومة الفلسطينية بغزة والضفة دور مهم هي الأخرى، فما حققته المقاومة من انتصارات كشفت للجميع حقيقة هذا الكيان الضعيف الذليل أمام عظمة المقاومة التي صمدت أربعة حروب، وسطرت أروع صور الانتصار، وليس آخرها معركة سيف القدس، التي كان لسكان النقب والداخل المحتل دور واضح في تحقيق الانتصار فيها، فخروجهم لنصرة القدس وغزة جعل العدو "الإسرائيلي" يتخبط، ويسرع الخطى في استجداء التهدئة من مصر والاتحاد الأوروبي خشية من خروج الأمور عن السيطرة".


ونبّه أبو ستة إلى أهمية تأثير وسائل الإعلام وثورة التكنولوجيا التي أدت دوراً كبيراً في تعزيز التواصل بين الفلسطينيين في الداخل، وإخوتهم في كل مكان، فأي مقطع فيديو معبر يمكن أن ينتشر بمنتهى السرعة واليسر، وصولاً لكل مكان، ولكل المهتمين، الأمر الذي ساعد في اتساع بقعة الهبّة لتشمل مدناً خارج النقب المحتل، وما أجبر حكومة الاحتلال على تجميد المشروع، مشيراً إلى أن ما شكله البعد الديموغرافي المتمثل بعدد سكان النقب الذي وصل إلى 317 ألف نسمة، مقارنة بعددهم زمن النكبة الذي لم يتعدى الـ13 ألف نسمة، من ضغط حقيقي على الكيان المحتل، وهو الخطر الذي تخشاه دولة الاحتلال على الحلم الصهيوني بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين.


الوحدة بداية التحرير


وأشاد الكاتب والباحث الفلسطيني أبو ستة، بأهمية "هبّة النقب"، قائلاً: "الهبّة بغض النظر عن قدرتها على التحول لانتفاضة شاملة، تعزز الشعور بالوحدة الفلسطينية، وارتباط المصير، والقدرة على التكامل بما يربك الاحتلال، فالقوة العسكرية في غزة تضرب قوات العدو، والفعل الشعبي في الداخل يقطع الطرق، ويربك الجبهة الداخلية، والمقاومة في الضفة تهاجم الجنود والمستوطنين، وتجعلهم في حالة استنفار دائم، واللاجئين في لبنان يقصفون مناطق الشمال بالصواريخ، ما يعزز من الشعور بعدم الأمن لدى المستوطنين في كل مكان، مما يدفعهم إلى الرحيل عن أرضنا، ولاسيما أن نسبة كبيرة منهم لا زالت تحتفظ بجنسيات أجدادهم الأوروبية".


هبّة النقب نتاج سيف القدس


وتبرز أهمية منطقة النقب، الواقعة شرقي مدينة بئر السبع المحتلة، من عدة زوايا، أبرزها أنها تشكل ما يقرب من نصف مساحة فلسطين، بواقع 16 ألف كلم2. وتُعتبر المنطقة حيوية، حيث إنها تضم أهم القواعد العسكرية الاستراتيجية للعدو، ومرافقه الأمنية الحساسة، وشبكة الطُّرق التي يسلكها جيش العدو وأرتاله العسكرية، والتي تحيط بها القرى الفلسطينية البدوية في النقب.


وتعتبر أوساط العدو أن الأحداث تفجّرت على خلفيتين وطنية وقومية، وجاءت في أعقاب تحريض فلسطيني ممنهَج، تنامى منذ معركة "سيف القدس"، التي شهدت فيها الأراضي المحتلة عام 1948، ما يشبه الانتفاضة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين. فالعدو يعتقد أن حادثة التشجير التقطها الفلسطينيون في النقب المحتل، للتعبير عن هويتهم وتمسكهم بالسردية الفلسطينية منذ النكبة، ومفادها أن هؤلاء المستوطنين مجرد أغراب عابرون، وسيرحلون يوماً ما عن أرض الآباء والأجداد.

وصنّف العدو "الإسرائيلي" الساحة الفلسطينية، في الأرض المحتلة عام 1948، على أنها تهديد استراتيجي يفوق خطره تهديد الصواريخ، وذلك منذ أحداث أيار/مايو 2021.

وحذّرت أوساط "إسرائيلية" متعددة من أن الفلسطينيّين البدو، في منطقة النقب، يمرّون فيما سمَّته "مرحلة الفلسطنة" و"الأسلمة"، وطالبت بمواجهة هذه الظاهرة، قبل تحوّلها إلى خطر حقيقي على الدولة العبرية –وفق زعمه-.

 

أبو ستة لـ "كنعان": النقب البركان الذي يخشى قادة الاحتلال ثورانه

الخميس 03 / فبراير / 2022

كنعان _ خاص

تكمن أهمية "هبّة النقب" في موقعها الجغرافي الذي يمثل مساحة واسعة من فلسطين المحتلة، ويسيطر على أهم الطرق الواصلة بين شمال فلسطين ووسطها، حيث التجمع الاستيطاني الأكبر، وفي جنوبها تنتشر فيه القواعد العسكرية والبرية والجوية.

الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني، أ. سليمان أبو ستة، قال لـ " كنعان الإخبارية": إن الاحتلال "الإسرائيلي" يدرك خطورة أن يواجه سكان النقب الذين يدركون دروب صحراء جيداً ويستطيعون قطع الطرق ومهاجمة القواعد العسكرية المنتشرة في صحراء النقب، ويقلبون حياة الكيان رأساً على عقب، وهو الأمر الذي تخشى حدوثه حكومة الكيان، مؤكداً على أن النقب يشكل بركاناً خامداً يخشى قادة الاحتلال ثورانه.

للحركة الإسلامية دور عظيم

وعن أسباب انتفاض البدو خاصةً، وفلسطيني الداخل المحتل عام 1948، برمتهم لمواجهة المخطط "الإسرائيلي"، أجاب أبو ستة: "إن الشعارات "الإسرائيلية" البراقة لم تعد تنطلي على سكان النقب، الذين خرجوا من عباءة التغييب والجهل، للمعرفة والوعي والعلم الذي أنتج جيلاً مختلفاً تماماً عن جيل النكبة، الذي كان متأثراً بالدعاية "الإسرائيلية"، والخرافات عن الجيش الذي لا يُهزم، إضافةً إلى العنصرية التي مورست بحقهم جميعاً دون استثناء، وحتى من خدم منهم في جيش الاحتلال؛ ظناً منه أن سيحظى بحياة رفاهية أسوة بالجنود اليهود، لكنه في نهاية المطاف ناله نصيب ما وقع على إخوانه من أهل النقب الذين ظلوا متمسكين بأرضهم ووطنهم فلسطين".


وتابع حديثه قائلاً: "حالة الوعي لم تحدث من فراغ، بل كانت نتاج جُهدٍ عظيم يحسب للحركة الإسلامية، التي أدت دوراً كبيراً في نشر الثقافة الدينية التي تحث بطبعها على المقاومة ورفض الاحتلال، وعدم الاندماج معه، والقناعة المطلقة بحتمية زواله، كما كان للمقاومة الفلسطينية بغزة والضفة دور مهم هي الأخرى، فما حققته المقاومة من انتصارات كشفت للجميع حقيقة هذا الكيان الضعيف الذليل أمام عظمة المقاومة التي صمدت أربعة حروب، وسطرت أروع صور الانتصار، وليس آخرها معركة سيف القدس، التي كان لسكان النقب والداخل المحتل دور واضح في تحقيق الانتصار فيها، فخروجهم لنصرة القدس وغزة جعل العدو "الإسرائيلي" يتخبط، ويسرع الخطى في استجداء التهدئة من مصر والاتحاد الأوروبي خشية من خروج الأمور عن السيطرة".


ونبّه أبو ستة إلى أهمية تأثير وسائل الإعلام وثورة التكنولوجيا التي أدت دوراً كبيراً في تعزيز التواصل بين الفلسطينيين في الداخل، وإخوتهم في كل مكان، فأي مقطع فيديو معبر يمكن أن ينتشر بمنتهى السرعة واليسر، وصولاً لكل مكان، ولكل المهتمين، الأمر الذي ساعد في اتساع بقعة الهبّة لتشمل مدناً خارج النقب المحتل، وما أجبر حكومة الاحتلال على تجميد المشروع، مشيراً إلى أن ما شكله البعد الديموغرافي المتمثل بعدد سكان النقب الذي وصل إلى 317 ألف نسمة، مقارنة بعددهم زمن النكبة الذي لم يتعدى الـ13 ألف نسمة، من ضغط حقيقي على الكيان المحتل، وهو الخطر الذي تخشاه دولة الاحتلال على الحلم الصهيوني بإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين.


الوحدة بداية التحرير


وأشاد الكاتب والباحث الفلسطيني أبو ستة، بأهمية "هبّة النقب"، قائلاً: "الهبّة بغض النظر عن قدرتها على التحول لانتفاضة شاملة، تعزز الشعور بالوحدة الفلسطينية، وارتباط المصير، والقدرة على التكامل بما يربك الاحتلال، فالقوة العسكرية في غزة تضرب قوات العدو، والفعل الشعبي في الداخل يقطع الطرق، ويربك الجبهة الداخلية، والمقاومة في الضفة تهاجم الجنود والمستوطنين، وتجعلهم في حالة استنفار دائم، واللاجئين في لبنان يقصفون مناطق الشمال بالصواريخ، ما يعزز من الشعور بعدم الأمن لدى المستوطنين في كل مكان، مما يدفعهم إلى الرحيل عن أرضنا، ولاسيما أن نسبة كبيرة منهم لا زالت تحتفظ بجنسيات أجدادهم الأوروبية".


هبّة النقب نتاج سيف القدس


وتبرز أهمية منطقة النقب، الواقعة شرقي مدينة بئر السبع المحتلة، من عدة زوايا، أبرزها أنها تشكل ما يقرب من نصف مساحة فلسطين، بواقع 16 ألف كلم2. وتُعتبر المنطقة حيوية، حيث إنها تضم أهم القواعد العسكرية الاستراتيجية للعدو، ومرافقه الأمنية الحساسة، وشبكة الطُّرق التي يسلكها جيش العدو وأرتاله العسكرية، والتي تحيط بها القرى الفلسطينية البدوية في النقب.


وتعتبر أوساط العدو أن الأحداث تفجّرت على خلفيتين وطنية وقومية، وجاءت في أعقاب تحريض فلسطيني ممنهَج، تنامى منذ معركة "سيف القدس"، التي شهدت فيها الأراضي المحتلة عام 1948، ما يشبه الانتفاضة ضد جنود الاحتلال والمستوطنين. فالعدو يعتقد أن حادثة التشجير التقطها الفلسطينيون في النقب المحتل، للتعبير عن هويتهم وتمسكهم بالسردية الفلسطينية منذ النكبة، ومفادها أن هؤلاء المستوطنين مجرد أغراب عابرون، وسيرحلون يوماً ما عن أرض الآباء والأجداد.

وصنّف العدو "الإسرائيلي" الساحة الفلسطينية، في الأرض المحتلة عام 1948، على أنها تهديد استراتيجي يفوق خطره تهديد الصواريخ، وذلك منذ أحداث أيار/مايو 2021.

وحذّرت أوساط "إسرائيلية" متعددة من أن الفلسطينيّين البدو، في منطقة النقب، يمرّون فيما سمَّته "مرحلة الفلسطنة" و"الأسلمة"، وطالبت بمواجهة هذه الظاهرة، قبل تحوّلها إلى خطر حقيقي على الدولة العبرية –وفق زعمه-.