غزة – آية إسليم
مواهب لن يحتضنها اي أحد في ظل ظروف اقتصادية صعبة، فكثرت المواهب وقلت الآمال في ظل مستقبل مجهول، كثيرون هم أصحاب العقول المبدعة والابتكارات، فنحن في وطن لا يهزم فكرياً ولا معنويا رغم الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة يثير ذهول العالم بما يبدع.
تقول الفنانة ريهام العماوي خلال حديثها لوكالة "كنعان نيوز"، عن بداية قصة تجربتها في مجال الفنون الجميلة منذ صغرها بالسن، وبداية تجربتها في الفن، فضلاً عن التحديات التي كانت بمثابة إعاقة لها في طريق انطلاقتها العلمية والفنية.
وتؤكد العماوي ابنة العشرينات من العمر، والتي تقطن في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، انها منذ انطلاقتها الفنية وهي تحرص على ابراز قضيتها الفلسطينية، مبينةً أنها بدأت ممارسة الفن منذ طفولتها حيث لم يتجاوز عمرها الـ7 أعوام حين بدت تخط بأناملها الرسومات الجميلة.
وتابعت حديثها قائلةً :" بدأت منذ صغري أمارس الفن التشكيلي بتشجيع من والديَّ الذين لم يدخروا جهد ووسيلة لتطوير مهارتي والارتقاء بموهبتي"، مضيفة أنها كانت لا تترك ورقة بيضاء دون أن تكون لها بصمة فنية عليها، بالرغم أن بعض رسوماتها لم تكن تحمل معالم واضحة في تلك الفترة من عمرها.
وعن أبرز أعمالها بينت إلى أنها شاركت في أول معرض فني لمؤسسة "شارك"، والذي اعتبرته العماوي بمثابة انطلاقة أعمالها الفنية، لأنها قدمت فيها بعض لوحاتها الفنية وحصلت على المركز الأول رغم صغرها بالسن.
ولفتت إلى أنها بعد ذلك شاركت في العديد من المعارض الفنية على مستوى قطاع غزة والضفة الغربية بالإضافة إلى حصولها على دعوات للمشاركة في معارض خارجية وورش عمل في العديد من دول أوروبية، ولكن إغلاق المعابر حال دون ذلك.
الفنانة العماوي إلى أن إغلاق المعابر لم يثنيها على مواصلة مشوارها بل زادها صلابة على مواصلة طريقها الفني حتى الوصول للعالمية، معبرةً عن افتخارها بافتتاح مشروعها المميز الذي يضم أبرز التحف الفنية التي أبدعتها من مخيلتها وجسدتها واقعاً مرئياً يسعد كل من يراه.
ونوهت إلى أنها اتجهت للفن التشكيلي لرسم صور تحاكي هموم القضية الفلسطينية وتاريخها وما أصابها من آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني نتيجة ممارسات الاحتلال التعسفية بحق شعبنا الفلسطيني، مبينةً أن فكرة مشروع تخرجها بالجامعة تناول ثلاث لوحات، والتي كانت تسلط الضوء على أهالي الشهداء وضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، بالإضافة إلى رسائل أنفاق المقاومة الفلسطينية وأساليبها في محاربة الاحتلال.
وتطمح العماوي أن تشارك بإحدى المعارض الفنية الدولية لتعرض أعمالها للعالم الخارجي ليجلب إليها دعم معنوي و مادي، يساعدها الارتقاء بمستواها الفني في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ ثلاثة عشر عاماً.
وتعتبر العماوي واحدةً من مئات المواهب التي تصنع لنفسها بصيص امل في ظل حصار جائر يقتل كل لوحةٍ فنيةٍ مضيئةٍ تسعى لتصنعها لها لو طنها اسم وسط هذا العالم المكتظ بالإبداعات ..