icon-weather
الإذاعة البث المباشر
صفحة خاصة بوكالة كنعان الإخبارية لبث جميع مباريات كأس العالم قطر 2022 مباشرة مع التحليل الرياضي قبل المباريات وبعدها

فوّتنا فرصة إستراتيجية في سورية

فوّتنا فرصة إستراتيجية في سورية

بقلم: ترجمة خاصة

فوّتنا فرصة إستراتيجية في سورية


بقلم: اريئيل كهانا
إذا لم يقع تطور مفاجئ فإن قمة ترامب – بوتين في فنلندا، الأسبوع القادم، ستسجل نهاية للحرب الأهلية في سورية.
صحيح أنه في عدة أماكن في أرجاء الدولة بقيت جيوب مقاومة لنظام الأسد، وبينها مثلاً نحو ألف من رجال «داعش: تحت اسم «شهداء اليرموك» على مسافة غير بعيدة من حدود إسرائيل، إلا أنه في نهاية المطاف، يمكن القول إن الرئيس فعل ما لا يصدق، وخرج منتصراً من الجحيم الذي خلقه هو نفسه.
كيف تصل إسرائيل إلى خط النهاية؟ بشكل لا يمكن فهمه ورغم الفرص التي لم تكن مثلها، الجواب هو – بلا إنجازات، فالحرب خلف الحدود لم تجرفنا، وهذه نقطة ليست مفهومة من تلقاء ذاتها، فالهدف الاستراتيجي الذي تقرره إسرائيل لنفسها الآن هو بالإجمال العودة إلى وضع الأمور الذي كان قبل الحرب، أو كما صاغ هذا رئيس الوزراء إذ قال: «الحفاظ بشكل متشدد على اتفاق الفصل للعام 1974».
من الصعب أن نصف كم هو متدنٍ مستوى هذا التطلع، فما هي «اتفاقات فصل القوات»؟ معناها أن الأسد يمكنه أن يبني جيشه من جديد؛ معناها عودة إلى طاولة تهديد الحرب التقليدية بين إسرائيل وسورية؛ معناها تأهب خالد في هضبة الجولان خوفاً من هجوم مفاجئ سوري على نمط حرب يوم الغفران، بما في ذلك الاحتفاظ بألوية من الدبابات في الجولان في حالة تأهب دائمة؛ معناها أن الساحة الجغرافية الاستراتيجية انقلبت رأسا على عقب، ولكننا نتحدث مثلما تحدثنا في العام الماضي.
إذا كان ينبغي أن نقول الحقيقة، فإن إسرائيل يجب ألا تعود إلى نقطة البداية، إذ من نواحٍ عديدة سيكون الوضع أخطر بأضعاف، إذ ليس فقط سورية ستهددنا من الشمال، بل وسيدتها الكبرى، روسيا أيضا.
وليس هما فقط بل إيران أيضا، سواء مباشرة أم من خلال المليشيات، وبالطبع في ظل محاولات التواجد الدائم.
وينضم إلى هذه الجوقة «حزب الله»، الذراع الاستراتيجية لإيران يعود إلى لبنان مدربا، خبيرا، مسلحا، والآن محررا لأن يتحدانا حين يجد ذلك من الصواب.
حتى من الناحية السياسية، التي هي أقل أهمية لموضوعنا، لا يبدو أن إسرائيل توشك على تحقيق إنجاز ما.
هنا وهناك كانت أحاديث عن السعي إلى اعتراف دولي بهضبة الجولان، ولكن وفقاً للتسريبات التي خرجت من واشنطن يبدو أن ترامب لن يستجيب لهذا الطلب. بعد أيام أو أسابيع ستعود سورية لتكون سورية، وكأنه لم تكن سبع سنوات من الحرب، وكأنه لم تكن هنا فرص، وكأنه لم تكن هنا إمكانيات.
ولكنها كانت. كان يمكن تثبيت حقائق استيطانية في هضبة الجولان؛ استغلال ضائقة «حزب الله» وتوجيه ضربة ساحقة لمخزوناته من الصواريخ؛ مساعدة الأكراد.
كان يمكن، ولا يزال، المطالبة بتجريد سوري مضاعف من السلاح مما في تلك الاتفاقات البائسة من العام 1974.
ليست هذه حكمة في نظرة إلى الوراء، فهذه الاقتراحات رفعت في الزمن الحقيقي في جلسات الكابنت، في الصحف وعلى منصات أخرى، ولكن إسرائيل، من رئيس الوزراء وعبر الوزراء المتغيرين وحتى الأجهزة الأمنية، تجمدت على حالها بسبب قصر نظر استراتيجي.
يدير نتنياهو منظومة علاقات حميمة وغير مسبوقة مع بوتين ومع ترامب على حد سواء.
في الساحة السورية وجهت هذه العلاقات – ولا سيما مع بوتين – إلى إنجازات مهمة، وعلى رأسها حفظ حرية العمل الإسرائيلية، أما الرفع للمستوى الاستراتيجي الذي كان يفترض به أن يكون نتيجة لهذه الأحداث، فلم يحصل.
«الشرق الأوسط يجتاز هزة تاريخية»، شرح لنا نتنياهو مرات عديدة جداً، فهل الحد الأقصى الذي كان يمكن لإسرائيل أن تستخلصه من ذلك هو فقط أن تتلقى مرة أخرى الأسد يجلس على الجدران؟ بالتأكيد لا.

عن «إسرائيل اليوم»

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي وكالة كنعان الإخبارية.

فوّتنا فرصة إستراتيجية في سورية

الخميس 12 / يوليو / 2018

فوّتنا فرصة إستراتيجية في سورية


بقلم: اريئيل كهانا
إذا لم يقع تطور مفاجئ فإن قمة ترامب – بوتين في فنلندا، الأسبوع القادم، ستسجل نهاية للحرب الأهلية في سورية.
صحيح أنه في عدة أماكن في أرجاء الدولة بقيت جيوب مقاومة لنظام الأسد، وبينها مثلاً نحو ألف من رجال «داعش: تحت اسم «شهداء اليرموك» على مسافة غير بعيدة من حدود إسرائيل، إلا أنه في نهاية المطاف، يمكن القول إن الرئيس فعل ما لا يصدق، وخرج منتصراً من الجحيم الذي خلقه هو نفسه.
كيف تصل إسرائيل إلى خط النهاية؟ بشكل لا يمكن فهمه ورغم الفرص التي لم تكن مثلها، الجواب هو – بلا إنجازات، فالحرب خلف الحدود لم تجرفنا، وهذه نقطة ليست مفهومة من تلقاء ذاتها، فالهدف الاستراتيجي الذي تقرره إسرائيل لنفسها الآن هو بالإجمال العودة إلى وضع الأمور الذي كان قبل الحرب، أو كما صاغ هذا رئيس الوزراء إذ قال: «الحفاظ بشكل متشدد على اتفاق الفصل للعام 1974».
من الصعب أن نصف كم هو متدنٍ مستوى هذا التطلع، فما هي «اتفاقات فصل القوات»؟ معناها أن الأسد يمكنه أن يبني جيشه من جديد؛ معناها عودة إلى طاولة تهديد الحرب التقليدية بين إسرائيل وسورية؛ معناها تأهب خالد في هضبة الجولان خوفاً من هجوم مفاجئ سوري على نمط حرب يوم الغفران، بما في ذلك الاحتفاظ بألوية من الدبابات في الجولان في حالة تأهب دائمة؛ معناها أن الساحة الجغرافية الاستراتيجية انقلبت رأسا على عقب، ولكننا نتحدث مثلما تحدثنا في العام الماضي.
إذا كان ينبغي أن نقول الحقيقة، فإن إسرائيل يجب ألا تعود إلى نقطة البداية، إذ من نواحٍ عديدة سيكون الوضع أخطر بأضعاف، إذ ليس فقط سورية ستهددنا من الشمال، بل وسيدتها الكبرى، روسيا أيضا.
وليس هما فقط بل إيران أيضا، سواء مباشرة أم من خلال المليشيات، وبالطبع في ظل محاولات التواجد الدائم.
وينضم إلى هذه الجوقة «حزب الله»، الذراع الاستراتيجية لإيران يعود إلى لبنان مدربا، خبيرا، مسلحا، والآن محررا لأن يتحدانا حين يجد ذلك من الصواب.
حتى من الناحية السياسية، التي هي أقل أهمية لموضوعنا، لا يبدو أن إسرائيل توشك على تحقيق إنجاز ما.
هنا وهناك كانت أحاديث عن السعي إلى اعتراف دولي بهضبة الجولان، ولكن وفقاً للتسريبات التي خرجت من واشنطن يبدو أن ترامب لن يستجيب لهذا الطلب. بعد أيام أو أسابيع ستعود سورية لتكون سورية، وكأنه لم تكن سبع سنوات من الحرب، وكأنه لم تكن هنا فرص، وكأنه لم تكن هنا إمكانيات.
ولكنها كانت. كان يمكن تثبيت حقائق استيطانية في هضبة الجولان؛ استغلال ضائقة «حزب الله» وتوجيه ضربة ساحقة لمخزوناته من الصواريخ؛ مساعدة الأكراد.
كان يمكن، ولا يزال، المطالبة بتجريد سوري مضاعف من السلاح مما في تلك الاتفاقات البائسة من العام 1974.
ليست هذه حكمة في نظرة إلى الوراء، فهذه الاقتراحات رفعت في الزمن الحقيقي في جلسات الكابنت، في الصحف وعلى منصات أخرى، ولكن إسرائيل، من رئيس الوزراء وعبر الوزراء المتغيرين وحتى الأجهزة الأمنية، تجمدت على حالها بسبب قصر نظر استراتيجي.
يدير نتنياهو منظومة علاقات حميمة وغير مسبوقة مع بوتين ومع ترامب على حد سواء.
في الساحة السورية وجهت هذه العلاقات – ولا سيما مع بوتين – إلى إنجازات مهمة، وعلى رأسها حفظ حرية العمل الإسرائيلية، أما الرفع للمستوى الاستراتيجي الذي كان يفترض به أن يكون نتيجة لهذه الأحداث، فلم يحصل.
«الشرق الأوسط يجتاز هزة تاريخية»، شرح لنا نتنياهو مرات عديدة جداً، فهل الحد الأقصى الذي كان يمكن لإسرائيل أن تستخلصه من ذلك هو فقط أن تتلقى مرة أخرى الأسد يجلس على الجدران؟ بالتأكيد لا.

عن «إسرائيل اليوم»