كنعان - غزة
دعا د. سلمان أبو ستّة، رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الفلسطينيين كافّة في جميع مخيمّات اللجوء؛ للمطالبة بـ"حق العودة" إلى فلسطين المحتلة.
"أبو ستّة" وهو المؤرّخ والباحث بقضايا اللاجئين الفلسطينيين، لصحيفة "الاستقلال" إجراءات وكالة "اونروا" الأخيرة والمتواصلة بحق الموظفين وخدمات اللاجئين بـالإجراءات السياسية التي تأتي في إطار مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، تحت عنوان ما تسمى بصفقة القرن. وقال: "إن إجراءات وقرارات أونروا هي فعلًا مشاريع تصفية للقضية، وهذا ما كان ليتحقّق لولا ضعف الدول العربية، ولجوء بعضها لمهادنة إسرائيل، وأيضًا عدم وجود مجلس وطني فلسطيني منتخب انتخابًا شرعيًا يمثل 13 مليون فلسطيني بالداخل والخارج".
وتابع: "كل ما يجري الآن علامة واضحة على فشل الدول العربية بأن تقوم بدورها، وعلى استقواء إسرائيل وأنصارها".
ودعا اللاجئين الفلسطينيين (في قطاع غزة، الضفة المحتلة، لبنان، سوريا، الأردن) إلى الثورة؛ رفضًا لإجراءات وكالة أونروا المتواصلة ضد اللاجئين، ووضع الأمور في نصابها الصحيح (تحقيق العودة)".
مسؤولية دولية
وأكد على أن "فلسطين مسؤولية دولية، ويجب على الأمم المتحدة، والدول الأعضاء فيها، القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم تجاه شعبنا وقضاياه، لا سيما قضية اللاجئين والعودة".
الطريق الصحيح
وأضاف أن "ثورة الفلسطينيين في جميع أماكن اللجوء هو الطريق الصحيح، فالمعركة مع إسرائيل طويلة، لكنها لم تُحسم، وسنبقى نطالب بأنه لا عودة عن حق العودة".
وزاد: "على الجميع أن يعلموا بأن القرار الأممي (194) ليس له مثيل في تاريخ الأمم المتحدة، وهو الذي تأكد (135) مرة، في الجمعية العامة منذ عام 1948 (نكبة وتهجير الشعب الفلسطيني)". وأوضح أن ذلك القرار "يحتوي على (3) بنود، الأول منها يدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين المهجّرين قسرًا إلى ديارهم، فيما البند الثاني أنشأ هيئة دولية لإغاثة وتشغيل اللاجئين إلى أن تتم عودتهم، في حين تمثل البند الثالث بإنشاء لجنة التوثيق الدولية، التي مهمتها تنظيم عودة هؤلاء اللاجئين إلى ديارهم".
وأشار إلى أن القرار (194) يلزم الأمم المتحدة والجمعية العامة بأن تقوم بالمهمات السابقة (البنود الثلاثة السابقة)، التي رفضتها "إسرائيل"، مؤكداً على أن معركة الفلسطينيين مع من يحتل أرضهم لا تزال قائمة، إلى حين تحقيق "حق العودة".
ورأى المؤرّخ والباحث "أبو ستة" أن المساعدات المالية التي كانت تدفعها الولايات المتحدة، قبل قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترمب" بقطعها، غرضها الأساسي حماية ورفع العبء عن "إسرائيل".
وأكمل: "نحن نقول له (ترمب) لا نريد معونة على الإطلاق، ولا من الدول الأوروبية التي صنعت الاحتلال، بل نريد تحقيق العودة إلى ديارنا، ووقتها لا نحتاج إلى الأونروا وغيرها".
وكانت "أونروا" أرسلت، قبل أيام عدة رسائل إنهاء عمل ألف من موظفيها في قطاع غزة، بينهم (125) موظفًا بشكل نهائي، في حين ستغير عقود من تبقى منهم على رأس عمله إلى "دوام جزئي"، حتى نهاية العام الجاري؛ فيما بدأ اتحاد الموظفين بالوكالة "نزاع عمل" وصولا للإضراب الشامل. وفي بيان سابق له، أكّد اتحاد موظفي "أونروا" العرب بالقطاع أن الوكالة أغلقت برنامج الصحة النفسية، الذي يقدّم خدماته المباشرة للاجئين الفلسطينيين، ويعمل به نحو (430) موظفًا. وألغت الوكالة، الشهر الماضي، بحسب الاتّحاد، برنامج "الطوارئ"؛ ما يتسبب بخطورة كبيرة تطال المساعدات الغذائية المقدّمة لنحو (1.3) مليون لاجئ فلسطيني بغزة، بالإضافة لوقف عقود العمل المؤقتة الخاصة بعشرات المهندسين، منذ نحو (5) شهور.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي الأردن، سوريا، لبنان، الضفة المحتلة، قطاع غزة.
ووفق الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء (حكومي)، فقد بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في المناطق الخمس، حتى نهاية 2014، نحو (5.9) ملايين لاجئ.